الدورة الشهرية والاضطرابات النفسية: رحلة عبر التقلبات المزاجية

مقدمة:
تُعد الدورة الشهرية جزءًا طبيعيًا من حياة كل امرأة، وتمر بها جميع النساء في سن الإنجاب. بينما تُعاني بعض النساء من أعراض جسدية خفيفة، تُعاني أخريات من تغيرات نفسية ملحوظة تؤثر على سلوكهن ومزاجهن.
العلاقة بين الدورة الشهرية والاضطرابات النفسية:
أثبتت الدراسات وجود علاقة قوية بين الدورة الشهرية والاضطرابات النفسية، حيث تُعاني العديد من النساء من أعراض نفسية مثل:

• متلازمة ما قبل الحيض (PMS): هي مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تحدث قبل بدء الدورة الشهرية بأسبوع إلى أسبوعين. وتشمل هذه الأعراض: تقلبات المزاج، والتهيج، والقلق، والاكتئاب، وصعوبة التركيز، والتعب والإرهاق، والأرق، وانتفاخ البطن، وآلام الثدي.
  
• الاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD): هو شكل أكثر شدة من متلازمة ما قبل الحيض، ويُصيب حوالي 3-5% من النساء. وتشمل أعراضه: الاكتئاب الشديد، والغضب الشديد، والتهيج، والشعور باليأس، والانعزال الاجتماعي، وصعوبة التركيز، وتغيرات في الشهية والنوم.
  
• الاكتئاب النفسي: قد تُعاني بعض النساء من أعراض الاكتئاب النفسي خلال الدورة الشهرية، خاصةً إذا كانت تُعاني من الاكتئاب السريري في الأصل. وتشمل أعراضه: الشعور بالحزن الشديد، وفقدان الاهتمام بالأشياء المُحببة، والشعور بالتعب والإرهاق، وتغيرات في الشهية والنوم، والأفكار الانتحارية.
  

الأسباب:
تُعزى هذه الاضطرابات النفسية إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم خلال الدورة الشهرية. حيث تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون بشكل كبير قبل بدء الدورة الشهرية، مما يؤثر على وظائف الدماغ المتعلقة بالمزاج والعاطفة.
العوامل المؤثرة:
تختلف شدة الاضطرابات النفسية التي تُصيب النساء أثناء الدورة الشهرية، وتعتمد على عدة عوامل، منها:

• العوامل الوراثية: تلعب العوامل الوراثية دورًا هامًا في تحديد مدى تأثر المرأة بالتغيرات الهرمونية.
  
• التاريخ الشخصي: إذا سبق للمرأة أن عانت من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، فمن المرجح أن تُعاني من أعراض نفسية أكثر حدة خلال الدورة الشهرية.
  
• نمط الحياة: يُمكن أن يُساعد اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم على تقليل أعراض الاضطرابات النفسية للدورة الشهرية.
  

التعامل مع الاضطرابات النفسية:
هناك العديد من الطرق التي يمكن للمرأة من خلالها التعامل مع الاضطرابات النفسية التي تُصيبها أثناء الدورة الشهرية، منها:

• تحديد الأعراض: من المهم أن تُلاحظ المرأة الأعراض التي تُصيبها وتُسجلها، فهذا يُساعدها على فهم نمطها وتوقع حدوثها.
  
• التحدث مع شخص تثق به: يمكن للمرأة أن تتحدث مع صديقة أو أحد أفراد العائلة أو معالج نفسي عن مشاعرها، فهذا يُساعدها على الشعور بالراحة والتخفيف من التوتر.
  
• اتباع نمط حياة صحي: يُمكن أن يُساعد اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر.
  
• العلاج الدوائي: قد تُساعد بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، في تخفيف أعراض الاضطرابات النفسية
  
• العلاج النفسي: في بعض الحالات، قد تحتاج المرأة إلى العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي، للتغلب على أعراض الاضطرابات النفسية.
  

خاتمة:
تُعدّ الاضطرابات النفسية التي تُصيب المرأة