حكم كلمة "بحبك" بين المخطوبين: نقاش بين الدين والحياة

مقدمة:
تُعدّ مرحلة الخطوبة من أجمل مراحل الحياة، حيث يملأها مشاعر الحب والأمل والتفاؤل لبناء حياة زوجية سعيدة. ومن بين تعبيرات الحب التي يتبادلها المخطوبان، تبرز كلمة "بحبك" بكثافة، لتُثير نقاشًا حول حكمها الشرعي وأبعادها الاجتماعية والنفسية.
الحكم الشرعي:
اختلف الفقهاء في حكم التلفظ بكلمة "بحبك" بين المخطوبين، حيث يرى البعض حرمتها لكونها من مشاعر القلوب التي قد تُوحي بالرغبة الجنسية قبل الزواج، مما قد يُفضي إلى الخلوة المحرّمة والوقوع في المحظورات.
بينما يرى آخرون جوازها بشرط أن تكون مقتصرة على مشاعر الحب العفيف والمُعبّر عن رغبة الارتباط الشرعي، مع مراعاة حدود العلاقة بين الخطيبين وعدم الخروج عن آداب الإسلام.
أبعاد اجتماعية ونفسية:
تُلعب كلمة "بحبك" دورًا هامًا في تعزيز مشاعر الحب والارتباط بين المخطوبين، وتُضفي على علاقتهما دفءً ورومانسية.
ولكن، ينبغي الحذر من الإفراط في التعبير عن مشاعر الحب بشكل مُبالغ فيه، ممّا قد يُؤثّر سلبًا على نفسية الطرف الآخر ويُشعره بالضغط أو الالتزام.
ضوابط التعامل مع كلمة "بحبك":

• النظر إلى القصد: يُعدّ قصد الشخص من التلفظ بكلمة "بحبك" هو الفيصل في تحديد حكمها. فإذا كانت نابعة من مشاعر حب عفيف ورغبة في الارتباط الشرعي، فهي جائزة. أما إن كانت تُستخدم للتعبير عن مشاعر جنسية أو إثارة الرغبة، فهي محرّمة.
  
• مراعاة حدود العلاقة: يجب على المخطوبين الالتزام بحدود العلاقة بينهما، وعدم الخلوة أو الخروج عن آداب الإسلام.
  
• التوازن في التعبير عن المشاعر: يُنصح باتّباع التوازن في التعبير عن مشاعر الحب، وعدم الإفراط فيها أو إهمالها.
  
• الحوار الصريح: من المهم أن يتحاور المخطوبان حول مشاعرهما واحتياجاتهما، لضمان التفاهم والتوافق في علاقتهما.
  

خاتمة:
لا تُعدّ كلمة "بحبك" حرامًا مطلقًا بين المخطوبين، بل تُصبح محرّمة فقط عند استخدامها في سياق مُحرّم أو مع إهمال حدود العلاقة.
ويجب على المخطوبين التحلّي بالعفة والالتزام بضوابط الشرع، مع الحرص على التواصل الصريح والحوار البنّاء لتعزيز مشاعر الحب والاحترام بينهما وبناء حياة زوجية سعيدة.