ثورة 23 يوليو وإيران: علاقة معقدة وتوترات متصاعدة

مقدمة:
في 23 يوليو 1952، فجرت ثورة عارمة بقيادة "تنظيم الضباط الأحرار" أرجاء مصر، لتغير مسار التاريخ المصري والعربي. لاقت الثورة ردود فعل متباينة من الدول العربية والعالمية، وكان لإيران موقف خاص تجاهها، تميز بالتعقيد والتوترات المتصاعدة.
موقف إيران الرسمي:
أعربت إيران رسمياً عن دعمها لثورة 23 يوليو، ورأت فيها انتصارًا للقومية العربية ضد الاستعمار. اعتبرت إيران أن الثورة المصرية تُمثل تحديًا للنفوذ البريطاني في المنطقة العربية، وهو ما يتوافق مع مصالحها في ذلك الوقت.
توترات خلف الكواليس:
على الرغم من الدعم الرسمي، شهدت العلاقات الإيرانية المصرية توترات خلف الكواليس، ناجمة عن اختلافات في الأيديولوجية والتوجهات السياسية.

• التنافس الإقليمي: كانت إيران ومصر تتنافسان على الزعامة الإقليمية في العالم العربي، وسعت كل منهما إلى توسيع نفوذها في المنطقة.
  
• الخلافات الأيديولوجية: اتبعت مصر سياسة اشتراكية قومية، بينما اتبعت إيران سياسة ملكية محافظة.
  
• دعم إيران لحركات معارضة: دعمت إيران بعض حركات المعارضة المصرية، مثل الإخوان المسلمين، مما أثار قلق حكومة الثورة المصرية.
  

أزمة تأميم قناة السويس:
بلغت التوترات ذروتها عام 1956، عندما قامت مصر بتأميم قناة السويس. عارضت إيران هذا التأميم، ودعمت الغزو الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) لمصر.
انقطاع العلاقات:
في أعقاب الغزو الثلاثي، قطعت مصر العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير.
تقارب نسبي:
في العقود التالية، شهدت العلاقات الإيرانية المصرية بعض التقارب النسبي، لكنها ظلت محكومة بالتوتر وعدم الثقة.
عوامل مؤثرة على موقف إيران:

• الحرب الباردة: تأثرت العلاقات الإيرانية المصرية بشكل كبير بالصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي خلال الحرب الباردة.
  
• الثورة الإسلامية الإيرانية: أدت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 إلى تغيير جذري في العلاقات الإيرانية المصرية، حيث اتخذت إيران منحىً معاديًا للأنظمة العربية المعتدلة، بما في ذلك مصر.
  
• التطورات الإقليمية: تأثرت العلاقات الإيرانية المصرية أيضًا بالتطورات الإقليمية، مثل الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الثانية.
  

خاتمة:
كانت علاقة إيران بثورة 23 يوليو معقدة ومتقلبة، تميزت بدعم رسمي وتوترات خلف الكواليس. لعبت العديد من العوامل دورًا في تشكيل هذه العلاقة، بما في ذلك التنافس الإقليمي والخلافات الأيديولوجية والصراعات الدولية.
ملاحظة:
هذا المقال هو عرض موجز للعلاقة بين إيران وثورة 23 يوليو. لمزيد من المعلومات، يرجى الرجوع إلى المصادر التاريخية المتخصصة.